تحليل| 3 أسباب أسهمت في فوز الهلال التاريخي على مانشستر سيتي
حقق الهلال فوزًا تاريخيًا على مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية 2025 بنتيجة 4-3 بعد امتداد المباراة للوقت الإضافي، ليضرب موعدًا مع فلومينينسي البرازيلي في ربع النهائي.
وحقق الزعيم نتيجة مذهلة سيتردد صداها في جميع أنحاء العالم، ليس لفارق المستوى بين الفريقين، بل لأن سجل بيب غوارديولا كان مثاليًا حيث فاز قبل هذه المباراة في المباريات الـ11 التي خاضها مع فريقه في كأس العالم للأندية، ولم يستقبل سوى 4 أهداف فقط، لكنه استقبلها في مباراة واحدة وتلقى أول هزيمة على يد كبير العرب.
حصل الهلال بقيادة سيموني إنزاغي على 13.7 مليون دولار إضافية، وسيتمكن من ربح المزيد عندما يواجه فلومينينسي مجددًا على ملعب كامبينغ وورلد في أورلاندو في ربع النهائي يوم الجمعة.
وحقق الفريق الأزرق انتصارًا تاريخيًا للكرة السعودية والآسيوية، كما أشعل مستوى الصراع في البطولة؛ إذ إن تأهل نادٍ من آسيا إلى ربع النهائي، بالإضافة إلى فريقين من البرازيل، يُعد مؤشرًا إيجابيًا للغاية بشأن قوة المنافسة.
ويستعرض هذا التقرير من winwin ثلاثة أسباب قادت الزعيم للإطاحة بمانشستر سيتي.
تغيير طريقة اللعب في الهلال
في غياب أهم عناصره الهجومية ألكسندر متروفيتش منذ بداية البطولة، ونجمه في هذه المسابقة سالم الدوسري، كان العبء كبيرًا على الهلال، في مواجهة مانشستر سيتي.
سيموني إنزاغي اتضح تأثيره بشدة في الجانب الدفاعي، واليوم قرر أن يعدل الطريقة إلى 5-3-2 لمواجهة شراسة السيتي الهجومية، حيث لعب متعب الحربي كظهير أيسر وتم إدخال رينان لودي كمدافع ثالث.
مثل الطليان تمامًا، كانت مرتدات الهلال مثل الشوكة في حلق مانشستر سيتي وهي التي صنعت الفارق.
على غير المعتاد برع لودي كمدافع ثالث وهو في غير مركزه وغير معتاد على هذه الطريقة، حيث كان الهلال في قمة انضباطه، حتى عندما كان جيرمي دوكو يحاول الاختراق بمراوغاته كان يتصدى له اثنان من لاعبي الهلال سواء جواو كانسيلو أو مالكوم، أو حمد إليامي وكايو لاحقًا.
في حين كان كاليدو كوليبالي أحد نجوم المباراة، وكان مؤثرًا بشكل كبير في منطقتي الجزاء الليلة، في منطقة جزاء الهلال كان يقظًا أمام إيرلينغ هالاند، وفي منطقة جزاء السيتي سجل هدفًا من ركلة ركنية خلال الوقت الإضافي.
المساحات كانت ضيقة وخانقة على لاعبي السيتي، ليلجأ للعرضيات فقط عندما فشل في اختراق خطوط الهلال، وفي المقابل، دفع سيميوني بعلي لاجامي وعلي البليهي، ونجحا في الفوز بأغلب الكرات العالية.
الهلال أظهر روحًا قتالية كبيرة خاصة أن تشكيلته ليست مثل تشكيلة السيتي لا على مستوى الجودة أو على العناصر المتاحة، ففي حين افتقد الهلال لأهم عنصريه هجوميًا، كان السيتي مدججًا بكل عناصره ولعب الكل في الكل، لكنه اصطدم بدفاع صلب وحارس مرمى عبقري اسمه ياسين بونو.
نفس أخطاء غوارديولا القديمة
اتضح أن ما حدث في دور المجموعات للبطولة لم يكن هو الحقيقة بالنسبة للسيتي، فالمشاكل القديمة هي نفسها، إذ لم يستطع الفريق التعامل مع الهجمات المرتدة التي أفسدت الموسم الماضي.
لا يزال من غير المفهوم كيف يشارك إلكاي غوندوغان حتى الآن رغم تلك الانتدابات وهو غير قادر على مجاراة المرتدات تلك، حتى أن غوارديولا نفسه في نهاية المباراة لعب بدون وسط ملعب نهائيًا!
الأهم أن مركز الظهير الأيمن للسيتي هو نقطة ضعف واضحة منذ نهاية مسيرة كايل ووكر مع النادي، ويلعب فيه لاعب في غير مركزه وهو لاعب الوسط ماتيوس نونيز، فهل شاهد بيب غوارديولا أداء لاعبه السابق جواو كانسيلو التاريخي اليوم؟ ربما يندم على التخلي عنه.
لا ينبغي لأحد أن يتخيل أن مانشستر سيتي كان في قمة قوته، بعد أسوأ موسم له منذ سنوات، وفي حالة بدنية غير عادية بين موسمين، لكن الهلال كان ممتازًا، وقدم أداءً منضبطًا وحاسمًا في الهجمات المرتدة والجهد الدفاعي.
كان من المفترض أن غوارديولا على معرفة بتميز جواو نيفيز في تنفيذ الكرات الثابتة منذ فترته مع وولفرهامبتون، كما كان ينبغي أن يكون مدركًا لقوة كاليدو كوليبالي في الضربات الرأسية منذ فترته مع تشيلسي. لكن غوارديولا ولاعبيه نسوا كل ذلك تقريبًا!
ياسين بونو مرة أخرى
منذ مباراة ريال مدريد وتصديه لركلة جزاء في الوقت القاتل وانفرادات بالجملة في بقية المباريات، قدّم الحارس المغربي ياسين بونو مرة أخرى أحد أفضل المستويات الفردية على الإطلاق بتصديه لما لا يقل عن 4 انفرادات وفرص محققة.
سدد مانشستر سيتي 30 تسديدة، منها 14 على المرمى، لكنه لم يُسجل سوى ثلاث تسديدات، بفضل تألق الحارس المغربي المتألق، الذي يعد حاليًا أحد أفضل الحراس في العالم دون أي نقاش.