اخبار الرياضة

أرقام بلا قيمة.. أسرار سقوط باريس سان جيرمان أمام بوتافوغو

قاد الدولي البرازيلي إيغور جيسوس فريقه بوتافوغو إلى فوز تاريخي على باريس سان جيرمان بهدف من دون رد، ليحقق الفريق البرازيلي أكبر مفاجآت البطولة حتى الآن.

بوتافوغو حامل لقب كأس ليبرتادوريس تفوق على بطل دوري أبطال أوروبا في دور المجموعات لبطولة كأس العالم للأندية 2025، على ملعب روز بول مساء الخميس في ولاية كاليفورنيا.

باريس سان جيرمان.. أرقام بلا قيمة

سيطر النادي الفرنسي على مجريات اللعب بشكل كبير، ولكن في غياب نجمه المصاب عثمان ديمبيلي، لم يتمكن من استغلال الفرص عندما سنحت له، رغم أن نسبة استحواذه على الكرة وصلت إلى 75%، لكن مع تفوقه الرقمي، فإن الحسم والنجاعة كانا لصالح الفريق البرازيلي كما يوضح الجدول أدناه.

في غياب  ديمبيلي، بدا هجوم باريس غير متناغم في الثلث الأخير من الملعب، إذ لم يسددوا سوى تسديدتين على المرمى، في حين كانت كل تسديدات بوتافوغو على مرمى باريس سان جيرمان (4/4).

إحصائيات المباراة
باريس سان جيرمان الإحصائية بوتافوغو
75% الاستحواذ 25%
16 تسديدات إجمالية 4
2 تسديدات على المرمى 4
32 لمسات داخل منطقة جزاء الخصم 3

اختار لويس إنريكي إراحة العديد من لاعبيه الأساسيين المعتادين، وبدأ غونسالو راموس كقلب هجوم بديلاً عن عثمان ديمبيلي، واعتمد على الثلاثي سيني مايولو ووارن زائير إيمري وفيتينيا في خط الوسط، في حين بدأ لوكاس هيرنانديز وبيرالدو في الخط الخلفي بدلاً من الظهير البرتغالي مينديز وقلب الدفاع ماركينيوس.

اختفى الجناح خفيشا كفاراتسخيليا بعد أن صنع فرصتين رائعتين لنفسه في أول 15 دقيقة، في حين كان غونسالو راموس غائبًا إلى حد كبير، وأهدر فرصة للتسجيل لأنه فشل في الركض نحو عرضية ديزيري دوي في الشوط الأول.

بوتافوغو بوجه إيطالي وآخر برازيلي

إن حللنا الأرقام، سنجد أن بوتافوغو فاز رغم أنه لم يلمس الكرة داخل منطقة باريس سان جيرمان إلا 3 مرات فقط، مقابل 32 مرة لباريس داخل منطقته، وهو رقم أيضًا غير منطقي يعبر عن مدى فعالية بطل البرازيل.

كان الفريق البرازيلي يدرك أن مجابهة بطل أوروبا ستكون مهمة صعبة، وأن باريس سان جيرمان قادر على سحقه بأكثر من طريقة مُختلفة، لكنهم كانوا يُدركون أيضًا أن لديهم فرصة كبيرة للفوز إن خاضوا المباراة بذكاء، وأول شيء فعلوه كان هو التأكيد على أن كافة المنافذ لمرماه “مغلقة” كما توضح الصورة أدناه.

من الصعب أن تجد فريقًا برازيليًّا متمرسًا في الدفاع وصلبًا بهذه الطريقة، حيث قيد المساحات على هجوم باريس سان جيرمان في مسافة 15 مترًا على أقصى تقدير بدفاع من كتلة واحدة.

الشكل الثاني كان هو الشكل البرازيلي التقليدي، عندما يهاجم لا يحتاج سوى لـ3 لمسات على أقصى تقدير لشن المرتدات، واحتاجوا فرصة واحدة حقيقية للتسجيل حين قدم صانع الألعاب جيفرسون سافارينو “الساحر” -على حد تعبير الظهير الأيسر أليكس تيليس- تمريرة حاسمة إلى إيغور جيسوس اخترقت دفاع باريس وأسفرت عن هدف الفوز.

تشكيلة بوتافوغو لا تضم الكثير من الأسماء الكبيرة، أشهر الأسماء هما ألان وتيليس، وكلاهما عائدان من مسيرة في أوروبا، ولكن مرة أخرى تميز الفريق بالانضباط والصرامة والجماعية.

مهارة إيغور جيسوس

إيغور جيسوس صاحب الهدف، لم يكن اسمًا معروفًا قبل كأس العالم للأندية، لكنه يُقدم أداءً رائعًا مباراة تلو الأخرى مع الفريق، حيق سجل ضد كل من سياتل الأمريكي وباريس سان جيرمان وساهم في الفوز في المباراتين.

في كل مرة يستخدم اللاعب سرعته ولياقته وقدرته على تجاوز خطوط الدفاع بسلاسة، وهو ما ظهر في الهدف الذي سجله، حين لاحظ فجوة بين ثنائي دفاع باريس سان جيرمان لم تتجاوز 3 أمتار، لكنه رغم ذلك اخترقها، والشيء المميز فيه هو الركض واللعب المباشر، هو ليس مهاجمًا مهاريًّا، لكنه لاعب مزعج بمثل هذه الاختراقات.

انطلق الدولي البرازيلي في تلك المساحات كحصان جامح، ليستقبل التمريرة السحرية من جيفرسون سافارينو، وبعد ثانية ولمستين، استقرت الكرة في الشباك الباريسية، مظهرًا إمكاناته الحقيقية.

فرق أمريكا الجنوبية تصنع الحدث

بفوز بوتافوغو على ملعب روز بول الصاخب في باسادينا، يتصدر الفريق المجموعة الثانية بفارق ثلاث نقاط عن باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد، مؤكدًا تفوق فرق أمريكا الجنوبية في هذا المونديال، حيث تتصدر فرق أمريكا الجنوبية أربع مجموعات من أصل ثماني.

وتعود آخر مرة خسر فيها فريق متوج بدوري أبطال أوروبا أمام فريق من أمريكا الجنوبية إلى عام 2012، عندما فاجأ كورينثيانز تشيلسي (بطل أوروبا في ذلك الوقت) في نهائي كأس العالم للأندية. 

يُعد هذا تطورًا إيجابيًا للبطولة، إذ كانت هناك مخاوف من اتساع الفجوة بين أوروبا والقارات الأخرى، لدرجة تجعل دور المجموعات غير تنافسي.

كان فوز إنتر ميامي على بورتو في نفس اليوم أول ضربة حقيقية لفكرة عدم هزيمة الفرق الأوروبية، لكن فوز بوتافوغو على بطل دوري أبطال أوروبا كان بمثابة مفاجأة، من شأنها أن تُغير مسار البطولة وتشجع البقية.

ملخص وأهداف مباراة باريس سان جيرمان وبوتافوغو في كأس العالم للأندية 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى